إعادة ربط سوريا بنظام سويفت المالي: خطوة تاريخية نحو إنعاش القطاع المصرفي في 2025

دمشق، يونيو 2025
في إنجاز مالي بارز، نجح مصرف سوريا المركزي في يونيو 2025 بإتمام أول تحويل مصرفي دولي مباشر عبر نظام “سويفت” منذ بداية الحرب الأهلية قبل 14 عاماً. هذه الخطوة، التي جاءت بعد رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا، تُعد نقطة تحول رئيسية لإعادة دمج القطاع المصرفي السوري في النظام المالي العالمي، مما يفتح آفاقاً جديدة للتجارة الدولية وإعادة الإعمار.
تفاصيل إعادة الربط بنظام سويفت
نظام “سويفت” (SWIFT)، وهو شبكة عالمية للتحويلات المالية، يتيح للبنوك إجراء معاملات دولية بسرعة وأمان. في يونيو 2025، نفذ مصرف سوريا المركزي أول تحويل مباشر بين بنك سوري وبنك إيطالي، وهو الإنجاز الأول من نوعه منذ عزل القطاع المصرفي السوري عن النظام المالي الدولي بسبب العقوبات. هذه العملية تمثل بداية مرحلة جديدة لتسهيل التحويلات المالية الدولية، سواء للأفراد أو الشركات، مما يدعم الاستثمار والتجارة.
أكد حاكم مصرف سوريا المركزي، عبد القادر الحصرية، في تصريحات لـ CNBC عربية في يوليو 2025، أن إعادة الربط بنظام سويفت جاءت نتيجة جهود مكثفة مع شركاء دوليين، بما في ذلك عقد مؤتمر عبر الإنترنت مع بنوك أمريكية ومسؤولين أمريكيين، مثل المبعوث توماس باراك، لتسريع إعادة العلاقات المصرفية مع الولايات المتحدة.
أهمية الخطوة
تُعد إعادة الربط بنظام سويفت خطوة استراتيجية للاقتصاد السوري، حيث:
- تسهيل التجارة الدولية: يتيح النظام للشركات السورية إجراء معاملات مباشرة مع الأسواق العالمية، مما يدعم تصدير المنتجات السورية، مثل مواد التغليف التي تم تصديرها مؤخراً إلى الولايات المتحدة.
- جذب الاستثمارات: يعزز الربط من ثقة المستثمرين الأجانب في القطاع المصرفي السوري، مما يشجع تدفق رؤوس الأموال لدعم مشاريع إعادة الإعمار.
- تحسين الخدمات المالية: يتيح للأفراد والشركات إجراء تحويلات مالية دولية بكفاءة، مما يدعم التجارة الإلكترونية والخدمات المالية الرقمية.
سياق التعافي المالي
تأتي هذه الخطوة في إطار جهود الحكومة الانتقالية لإصلاح القطاع المصرفي، بما في ذلك إطلاق خطة شاملة لإعادة هيكلة البنوك الحكومية، كما أعلن وزير المالية محمد يسر برنية في يونيو 2025. كما تدعمها مذكرة تفاهم بين وزارة الاتصالات وتقانة المعلومات ومصرف سوريا المركزي لتطوير التقنيات المالية (FinTech)، مما يعزز الخدمات المصرفية الرقمية. وتتزامن هذه التطورات مع إطلاق الموقع الإلكتروني الجديد لمصرف سوريا المركزي، الذي يوفر بيانات مالية ومؤشرات اقتصادية ديناميكية.
التحديات المستقبلية
على الرغم من هذا الإنجاز، يواجه القطاع المصرفي تحديات كبيرة، منها:
- نقص السيولة النقدية: أزمة نقص الأوراق النقدية تؤثر على المعاملات اليومية وتعيق تطوير الخدمات الإلكترونية.
- إرث الفساد: لا تزال التشوهات الإدارية في البنوك الحكومية تشكل عقبة أمام الإصلاحات.
- البنية التحتية: ضعف البنية التحتية الرقمية والطاقة يحد من كفاءة الخدمات المصرفية الإلكترونية.
ختاماً
تُمثل إعادة ربط سوريا بنظام سويفت المالي في يونيو 2025 خطوة تاريخية لإنعاش القطاع المصرفي ودعم التعافي الاقتصادي. من خلال تسهيل المعاملات الدولية وتعزيز الثقة في النظام المالي، تمهد هذه المبادرة الطريق لتكامل سوريا في الاقتصاد العالمي. ومع استمرار الإصلاحات الحكومية والتعاون الدولي، يتوقع أن يشهد القطاع المصرفي نمواً مستداماً، مما يعزز من دوره في دعم إعادة الإعمار وتحسين الخدمات المالية للمواطنين.