اتفاقية سوريا وأذربيجان لتوريد الغاز في 2025: خطوة نحو أمن الطاقة

دمشق، يوليو 2025
مقدمة
في خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز أمن الطاقة في سوريا، وقّعت الحكومة السورية في يوليو 2025 مذكرة تفاهم مع شركة النفط الوطنية الأذربيجانية “سوكار” لتوريد الغاز الطبيعي إلى سوريا عبر شبكة الأنابيب التركية. جاءت هذه الاتفاقية خلال زيارة رسمية قام بها الرئيس السوري أحمد الشرع إلى العاصمة الأذربيجانية باكو، في إطار سعي دمشق لتأمين مصادر طاقة مستدامة لتلبية الطلب المحلي المتزايد وتخفيف أزمة الطاقة المستمرة.
تفاصيل الاتفاقية
تتضمن الاتفاقية توريد ما بين 1.5 إلى 2 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويًا من أذربيجان إلى سوريا، وذلك عبر خطوط الأنابيب التركية. هذا الحجم من الغاز يُعدّ كافيًا لتغطية جزء كبير من العجز في إمدادات الطاقة السورية، خاصة في ظل التحديات التي تواجهها البنية التحتية المحلية. كما تشمل الاتفاقية التعاون في مجالات استكشاف النفط وتطوير مشاريع الطاقة المتجددة، مما يعكس طموحًا مشتركًا لتوسيع الشراكة الاقتصادية بين البلدين.
أشار وزير الطاقة السوري، محمد البشير، إلى أن هذه الاتفاقية تمثل “خطوة نوعية” نحو تحقيق الاستقلال في مجال الطاقة، مؤكدًا أن التعاون مع أذربيجان سيساهم في تقليل الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية وتعزيز الاستدامة. من جانبها، أبدت شركة “سوكار” استعدادها لتقديم الدعم الفني واللوجستي لضمان نجاح تنفيذ الاتفاقية.
التحديات والفرص
على الرغم من الأهمية الاستراتيجية للاتفاقية، تواجه سوريا تحديات كبيرة في تنفيذها. فقد أدت الحرب المستمرة منذ أكثر من عقد إلى تدمير أكثر من 60% من شبكات نقل وتوزيع الغاز في البلاد، مما يتطلب استثمارات ضخمة لإعادة تأهيل البنية التحتية. كما أن الوضع الاقتصادي المتدهور والعقوبات الدولية قد تعيق تمويل هذه المشاريع.
ومع ذلك، فإن الاتفاقية تفتح آفاقًا واعدة لسوريا، حيث يمكن أن تساهم في استقرار إمدادات الطاقة، وتحسين الأداء الاقتصادي، وخلق فرص عمل جديدة في قطاع الطاقة. كما أن التعاون مع أذربيجان، التي تُعدّ واحدة من الدول الرائدة في تصدير الغاز في المنطقة، قد يعزز من مكانة سوريا كشريك اقتصادي في سوق الطاقة الإقليمي.
آفاق المستقبل
تُعدّ هذه الاتفاقية جزءًا من استراتيجية سوريا الأوسع لتنويع مصادر الطاقة وتعزيز الشراكات الدولية. ومن المتوقع أن تسهم في تقليل الضغط على محطات الطاقة المحلية، وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين، خاصة في القطاعات الصناعية والمنزلية. كما أن التعاون في مجال الطاقة المتجددة قد يفتح الباب أمام مشاريع مبتكرة، مثل إنتاج الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، مما يدعم التحول نحو اقتصاد أكثر استدامة.
الخاتمة
تُمثل اتفاقية توريد الغاز بين سوريا وأذربيجان لعام 2025 خطوة مهمة نحو تحقيق استقرار الطاقة في سوريا. ورغم التحديات المرتبطة بالبنية التحتية والوضع الاقتصادي، فإن هذه الشراكة تُظهر إرادة قوية لتجاوز العقبات وبناء مستقبل أكثر استقرارًا. من خلال الاستثمار في إعادة تأهيل البنية التحتية والتعاون مع شركاء دوليين مثل أذربيجان، يمكن لسوريا أن تضع أسسًا متينة لاقتصاد طاقة مستدام.