انتعاش قطاع النسيج في حلب: ركيزة صناعية تعود إلى الواجهة

بوابة الأعمال السورية – حلب، 25 حزيران 2025
بعد سنوات من التراجع والانقطاع، يعود قطاع النسيج الحلبي إلى واجهة المشهد الصناعي السوري، مستفيدًا من رفع العقوبات وإعادة الربط مع النظام المالي العالمي.
هذا التقرير يسلط الضوء على الفرص الجديدة والتحديات المزمنة التي تواجه هذا القطاع، ويقيّم دوره المتجدد في دعم الاقتصاد الكلي السوري.
🧶 خلفية تاريخية: من الريادة إلى الانكماش
لطالما اعتُبرت حلب العاصمة الصناعية لسوريا، وكان قطاع النسيج يشكل نحو 15% من صادراتها الصناعية قبل عام 2011.
لكن سنوات الصراع دمّرت معظم منشآت هذا القطاع، وأدت إلى:
- توقف سلاسل الإنتاج
- خسارة الأسواق الخارجية
- هجرة الكفاءات والعمالة
ومع تخفيف العقوبات في 2025 وعودة نظام SWIFT، بدأت عملية إعادة تأهيل المصانع بدعم من استثمارات محلية محدودة وبعض الشراكات الخارجية.
📈 مؤشرات النمو في 2025: أرقام مشجعة
شهد قطاع النسيج في حلب خلال النصف الأول من عام 2025:
- نموًا بنسبة 20% في الإنتاج مقارنة بعام 2024
- تشغيل ما يزيد عن 5,000 فرصة عمل
- إعادة افتتاح مصانع مغلقة منذ عقد
- توسيع نطاق التصدير إلى أسواق العراق وتركيا
وساعدت عودة نظام سويفت في تسهيل عمليات استيراد القطن والأنسجة الخام، ما ساهم في تسريع عودة الإنتاج وخفض كلفة التوريد نسبيًا.
⚠️ تحديات مستمرة تعرقل التوسع
رغم المؤشرات الإيجابية، لا يزال القطاع يواجه عقبات هيكلية تؤثر على استدامة النمو:
1. ارتفاع تكاليف الطاقة
نقص الكهرباء واعتماد المصانع على المولدات الخاصة يزيد تكلفة الإنتاج، ما يؤثر سلبًا على القدرة التنافسية.
2. نقص العمالة المؤهلة
الهجرة الواسعة خلال سنوات الحرب أحدثت فجوة في اليد العاملة المهرة، ما يعوق تلبية الطلب المتزايد محليًا وخارجيًا.
3. المنافسة الخارجية
تغزو الأسواق الإقليمية منتجات نسيجية رخيصة من تركيا والصين، مما يقلل من فرص المنتجات السورية في استعادة حصتها.
🛠️ ما المطلوب لتعزيز استدامة النمو؟
لتحقيق تحول حقيقي في القطاع، ينبغي على الجهات المعنية اتخاذ إجراءات استراتيجية تشمل:
- تشجيع إدخال التكنولوجيا الحديثة في خطوط الإنتاج
- تحسين سلاسل التوريد المحلية من القطن إلى النسيج النهائي
- إطلاق علامات تجارية سورية لتعزيز حضور المنتجات في الأسواق
- تشجيع الاستثمار الأجنبي عبر توفير ضمانات وشراكات تقنية
- تفعيل برامج التدريب المهني لإعادة تأهيل القوى العاملة المتخصصة
✅ الاستنتاج: فرصة صناعية تحتاج إلى إرادة وسياسات داعمة
يمتلك قطاع النسيج في حلب مقومات استثنائية ليكون ركيزة أساسية في مرحلة التعافي الاقتصادي، لكن تطوره يتطلب بيئة داعمة واستثمارات ممنهجة.
التوصيات:
- تقديم إعفاءات ضريبية وحوافز للطاقة للمصانع الجادة
- إنشاء مراكز تدريب تقني صناعي لإعادة بناء المهارات
- وضع خطة وطنية للصناعات التصديرية تشمل دعم العلامات المحلية
- توسيع أسواق التصدير باتفاقيات تجارية تفضيلية
إذا ما تم التعامل مع هذا القطاع بوصفه فرصة استراتيجية وليس مجرد قطاع تقليدي، فإن حلب مرشحة لتعود قطبًا صناعيًا وطنيًا يدفع الاقتصاد السوري نحو مزيد من الإنتاجية والاستقرار.