تحديات البناء في ظل ضعف الخدمات الأساسية في سوريا – 2025

دمشق،يوليو 2025
مقدمة
يمثل قطاع البناء والتشييد أحد أهم أركان إعادة الإعمار في سوريا بعد أكثر من عقد من الدمار واسع النطاق. وعلى الرغم من مؤشرات الاستقرار السياسي التي بدأت بالظهور بعد ديسمبر 2024، لا تزال مشاريع البناء تواجه عقبات كبرى ناجمة عن ضعف الخدمات الأساسية، خصوصًا في مجالات الكهرباء، المياه، والنقل.
يهدف هذا التقرير، المُعد خصيصًا لـمنصة بوابة الأعمال السورية، إلى تسليط الضوء على أبرز التحديات التي تعيق تقدم هذا القطاع الحيوي، واستعراض الجهود المبذولة والحلول المقترحة لتجاوزها خلال عام 2025.
أولًا: التحديات الرئيسية أمام قطاع البناء
⚡ 1. نقص إمدادات الكهرباء
- تدمير 59 محطة تحويل كهرباء خلال الحرب، بتكلفة إصلاح تُقدّر بـ40 مليار دولار.
- انقطاعات الكهرباء المتكررة تعيق تشغيل المعدات الثقيلة مثل الخلاطات والرافعات.
- ارتفاع الاعتماد على المولدات العاملة بالوقود، ما يرفع تكلفة المشاريع بنسبة تصل إلى 30%.
💧 2. شح المياه
- تضرر أكثر من 50% من شبكات المياه والري.
- صعوبة تأمين المياه لخلط الخرسانة وتبريد الآلات.
- تقليص حصة سوريا من نهر الفرات وانخفاض الأمطار يفاقمان الأزمة.
🚧 3. ضعف البنية التحتية للنقل
- تدمير حوالي 60% من الطرق والجسور يعوق وصول مواد البناء إلى المواقع.
- الاعتماد على طرق بديلة غير فعالة يزيد من زمن التنفيذ وكلفة اللوجستيات.
📈 4. ارتفاع تكاليف مواد البناء
- انهيار الليرة السورية (من 45 إلى 15,000 للدولار) أدى إلى تضخم أسعار الحديد والإسمنت بنسبة 200–300%.
- توقف مصانع محلية كبرى مثل مصنع طرطوس للإسمنت زاد من الاعتماد على الاستيراد.
👷 5. نقص العمالة الماهرة
- هجرة الكفاءات الهندسية والفنية خلال الحرب خلّفت فجوة كبيرة في السوق.
- على الرغم من عودة بعض العمال في 2025، لا يزال النقص في المهارات يؤخر التنفيذ ويقلل من جودة المشاريع.
ثانيًا: الجهود الحالية لمواجهة التحديات
🏗️ 1. إعادة تأهيل البنية التحتية
- الحكومة، بالتعاون مع القطاع الخاص، تعمل على إصلاح الطرق ومحطات الكهرباء بدعم من الصندوق السوري للاستثمار.
🌍 2. الشراكات الدولية
- توقيع اتفاقيات مع إيران وبيلاروسيا لإعادة تأهيل شبكات الكهرباء والمياه.
- دعم من البنك الدولي ومنظمة UNIDO في مجالات الطاقة والمياه والتدريب.
🤝 3. نماذج الشراكة بين القطاعين العام والخاص (PPP)
- اعتماد نموذج BOT (البناء–التشغيل–النقل) في مشاريع الطاقة والنقل لتقليل الضغط على الموازنة العامة.
🏭 4. تطوير البنية التحتية الصناعية
- تركيز حكومي على حسياء وعدرا لتأهيل المناطق الصناعية وتسهيل تنفيذ مشاريع البناء.
ثالثًا: حلول مستدامة مقترحة
☀️ 1. الاستثمار في الطاقة المتجددة
- تركيب محطات طاقة شمسية ورياح صغيرة في مواقع البناء لتقليل الاعتماد على المولدات التقليدية.
💧 2. تحسين إدارة المياه
- جمع مياه الأمطار وإصلاح قنوات الري.
- التوسع في تقنيات ترشيد استهلاك المياه في عمليات البناء.
🚛 3. تطوير البنية اللوجستية
- إصلاح الطرق الحيوية والجسور.
- إنشاء مراكز لوجستية قرب مواقع البناء لتقليل التكاليف الزمنية والمادية.
🧱 4. دعم الإنتاج المحلي لمواد البناء
- إعادة تشغيل مصانع الإسمنت والحديد الوطنية لتقليل الاعتماد على الواردات.
🧰 5. تدريب العمالة المحلية
- تنفيذ برامج تدريب مهني بالتعاون مع UNIDO لرفع كفاءة المهندسين والفنيين.
رابعًا: توصيات استراتيجية للنهوض بالقطاع
✅ 1. تعزيز الشراكات الدولية
- استقطاب الدعم التقني والمالي من منظمات دولية ودول صديقة.
✅ 2. توفير قروض ميسّرة
- دعم شركات البناء الصغيرة والمتوسطة عبر قروض ميسرة من الصندوق السوري للاستثمار.
✅ 3. تطوير شبكة النقل واللوجستيات
- إنشاء شبكة نقل متكاملة بين الموردين ومواقع العمل لتقليل التأخير.
✅ 4. تحفيز الاستثمار الخاص
- تقديم إعفاءات ضريبية وتسهيلات جمركية للمستثمرين في مشاريع البنية التحتية والطاقة المتجددة.
✅ 5. اعتماد تقنيات البناء المستدام
- استخدام مواد بناء صديقة للبيئة وتقنيات خفض استهلاك الطاقة لرفع الكفاءة وخفض التكاليف.
الخاتمة
رغم الظروف الصعبة وضعف الخدمات الأساسية، لا يزال قطاع البناء في سوريا يشكّل ركيزة أساسية لإعادة الإعمار.
إن التغلب على التحديات الحالية يتطلب رؤية شاملة تشمل الاستثمار في الطاقة والمياه والبنية التحتية، وتعاونًا بين الدولة والقطاع الخاص والمجتمع الدولي.
منصة بوابة الأعمال السورية تُعد منبرًا رئيسيًا لعرض هذه التحديات والفرص، وتحفيز بيئة الأعمال وجذب الاستثمارات لدعم هذا القطاع الحيوي في 2025.