تحسين خدمات الإنترنت والاتصالات في سوريا: خطوة نحو التحول الرقمي في 2025

دمشق، يوليو 2025
تشهد سوريا في يوليو 2025 تقدماً ملحوظاً في قطاع الاتصالات وخدمات الإنترنت، حيث تُعد هذه الخطوة جزءاً من جهود الحكومة الانتقالية لتعزيز البنية التحتية الرقمية ودعم التعافي الاقتصادي بعد سنوات من الحرب والعقوبات. أعلنت شركة “تركسات” التركية عن إطلاق خدمات اتصال متقدمة في سوريا، تهدف إلى توفير إنترنت عالي السرعة في المناطق النائية عبر محطات استقبال فضائية، في خطوة تُمثل نقلة نوعية لتحسين الخدمات الرقمية ودعم التحول الرقمي في البلاد.
تفاصيل المبادرة
تتضمن مبادرة “تركسات”، التي أُعلن عنها في يوليو 2025، نشر محطات استقبال فضائية لتوفير خدمات إنترنت عالية السرعة في المناطق التي تعاني من ضعف البنية التحتية التقليدية. تهدف هذه الخطوة إلى:
- ربط المناطق النائية: تمكين المناطق الريفية والمحرومة من الوصول إلى الإنترنت، مما يدعم التعليم عن بُعد، التجارة الإلكترونية، والخدمات الحكومية الرقمية.
- تعزيز الاستقرار الرقمي: تحسين جودة الاتصالات لدعم القطاعات الاقتصادية مثل التجارة والخدمات المالية.
- دعم التحول الرقمي: تمهيد الطريق لتطبيقات التكنولوجيا المالية (FinTech) والخدمات الإلكترونية الأخرى.
تأتي هذه المبادرة بالتزامن مع توقيع وزارة الاتصالات وتقانة المعلومات ومصرف سوريا المركزي مذكرة تفاهم لتطوير الخدمات المالية الرقمية، مما يعزز من تكامل الخدمات الرقمية في البلاد.
أهمية تحسين خدمات الإنترنت
يُعد تحسين خدمات الإنترنت والاتصالات ركيزة أساسية لدعم الاقتصاد السوري، حيث كانت البنية التحتية للاتصالات من أكثر القطاعات تضرراً خلال الحرب. وتشمل الفوائد المتوقعة:
- تمكين التجارة الإلكترونية: مع تزايد الاعتماد على الأسواق الرقمية، ستسهم خدمات الإنترنت المحسنة في دعم التجارة الداخلية والخارجية.
- تحسين الخدمات الحكومية: تسهيل تقديم الخدمات الحكومية الإلكترونية، مثل دفع الفواتير وتسجيل المعاملات، مما يقلل العبء على المواطنين.
- دعم التعليم والتدريب: توفير إنترنت موثوق يعزز من فرص التعليم عن بُعد والتدريب المهني، خاصة في المناطق النائية.
سياق التعافي الاقتصادي
تأتي هذه الجهود في إطار رؤية المجلس الأعلى للتنمية الاقتصادية لتعزيز البنية التحتية وجذب الاستثمارات الأجنبية. كما تدعمها إصلاحات أخرى، مثل إعادة ربط القطاع المصرفي بنظام “سويفت” وتطوير الخدمات المالية الرقمية. ومع إطلاق رحلات جوية مباشرة من دول الخليج إلى دمشق، يتوقع أن يسهم تحسين الاتصالات في دعم السياحة والخدمات اللوجستية.
التحديات المستقبلية
على الرغم من هذه التطورات، يواجه قطاع الاتصالات تحديات كبيرة، منها:
- نقص الطاقة: انقطاعات الكهرباء المستمرة تعيق تشغيل البنية التحتية الرقمية في بعض المناطق.
- التكلفة العالية: ارتفاع تكاليف الإنترنت مقارنة بالدخل المنخفض للمواطنين يحد من الاستفادة الشاملة من الخدمات.
- التحديات الأمنية: التوترات في مناطق مثل السويداء قد تؤثر على نشر البنية التحتية في بعض المناطق.
ختاماً
يُمثل إطلاق خدمات الإنترنت عالي السرعة عبر مبادرة “تركسات” خطوة حاسمة نحو تعزيز البنية التحتية الرقمية في سوريا. مع استمرار الجهود الحكومية والتعاون الإقليمي، يتوقع أن يلعب تحسين خدمات الإنترنت والاتصالات دوراً محورياً في دعم التحول الرقمي، تعزيز التجارة، وتحسين جودة الحياة للمواطنين. تظل سوريا، من خلال هذه المبادرات، على المسار الصحيح لاستعادة مكانتها كمركز اقتصادي وتكنولوجي في المنطقة.