قطاع زيت الزيتون في سوريا: محرك زراعي واستثماري واعد

بوابة الأعمال السورية – اللاذقية، 14 حزيران 2025
يُشكّل زيت الزيتون السوري أحد أبرز المنتجات الزراعية التي استعادت زخمها في عام 2025، بالتزامن مع رفع العقوبات الدولية وتحسن بيئة التصدير.
هذا التقرير يُقيّم دور القطاع في دعم الاقتصاد الزراعي، ويستعرض أبرز الفرص والتحديات التي تحكم مسار تعافيه في المرحلة المقبلة.
🌿 خلفية: من الصدارة العالمية إلى الانكماش ثم العودة
كانت سوريا قبل عام 2011 من بين أكبر خمسة منتجين عالميًا لزيت الزيتون، وتمثّلت صادرات هذا القطاع بنحو 10% من إجمالي الصادرات الزراعية.
لكن سنوات الصراع والعقوبات أدت إلى:
- تدمير مساحات واسعة من أشجار الزيتون
- توقف خطوط الإنتاج والمعاصر
- نقص حاد في التمويل والدعم اللوجستي
في عام 2025، ومع عودة الاتصال بالنظام المالي العالمي وتحسن نسبي في البنية الزراعية، بدأ القطاع يشهد مرحلة انتعاش حذرة.
📈 مؤشرات الأداء: موسم واعد وتحسن ملموس
شهد موسم 2024–2025 زيادة في الإنتاج بنسبة 30% مقارنة بالعام السابق، ويُعزى ذلك إلى:
- برامج حكومية لدعم المزارعين عبر توفير الشتول والأسمدة
- تحسين خدمات الري والصيانة في بعض المحافظات
- عودة نظام SWIFT، ما سهل عمليات التصدير والتحصيل المالي
تم توجيه كميات معتبرة من الإنتاج نحو أسواق إقليمية مثل الأردن ولبنان، وسط خطط للتوسع باتجاه الأسواق الأوروبية خلال العام القادم.
كما ساهم القطاع في خلق آلاف فرص العمل الموسمية في اللاذقية، إدلب، وريف حماة، وهو ما يُعزز من أهميته الاجتماعية والاقتصادية.
⚠️ التحديات: بين معوقات الري والتسويق
رغم التحسن، لا يزال القطاع يواجه تحديات تؤثر على استدامة نموه:
1. نقص المياه وضعف أنظمة الري
يُعاني العديد من المزارعين من ضعف في شبكات الري الحديثة، ما يؤدي إلى انخفاض إنتاجية الأشجار وتدهور الجودة.
2. ارتفاع تكاليف الإنتاج
تشهد أسعار الأسمدة والمبيدات ارتفاعًا مستمرًا، مما يقلل من هامش الربح ويُضعف قدرة المزارع على التوسع.
3. غياب استراتيجية تسويق وطنية
يعاني زيت الزيتون السوري من ضعف في العلامة التجارية والهوية البصرية، ما يؤثر على قدرته في التنافس مع منتجات إيطاليا، إسبانيا، وتونس في الأسواق العالمية.
🛠️ المطلوب: خطة متكاملة للنهوض بالقطاع
لتعزيز قدرة زيت الزيتون السوري على لعب دور تنموي أكبر، توصي بوابة الأعمال السورية بـ:
- توسيع الاستثمارات في تقنيات الري الحديثة (التنقيط، إعادة استخدام المياه الرمادية)
- دعم التعاونيات الزراعية لتقليل التكاليف وزيادة التفاوض الجماعي
- إطلاق حملة تسويقية وطنية لترويج زيت الزيتون السوري في الأسواق الأوروبية والخليجية
- تشجيع الشراكات مع شركات أوروبية لتطوير خطوط الإنتاج والجودة، والحصول على شهادات المنشأ والتصدير المعتمدة
✅ الاستنتاج: قطاع استراتيجي يتطلب إرادة تنموية
لا يمثل زيت الزيتون مجرد منتج تقليدي، بل هو أصل اقتصادي استراتيجي يمكن أن يُحدث فارقًا في ميزان الصادرات، ويدعم الاستقرار الريفي والاجتماعي.
مع توفير التمويل، تطوير البنية التحتية، وبناء هوية تسويقية عالمية، يمكن لهذا القطاع أن يُصبح منصة حقيقية للنمو الزراعي في سوريا، ورافعة لتحسين مستويات الدخل في الأرياف المتضررة.