قفزة تاريخية في سوق دمشق للأوراق المالية: البنوك تتصدر التداولات في يوليو 2025

دمشق، يوليو 2025
شهدت سوق دمشق للأوراق المالية نشاطاً استثنائياً في يوليو 2025، حيث برز قطاع البنوك كالرائد في حجم وقيمة التداولات، في مؤشر قوي على تعافي القطاع المالي السوري. وكان سهم بنك البركة – سوريا نجم هذا النشاط، مسجلاً طلبات شراء غير مسبوقة بلغت أكثر من 2.23 مليون سهم، فيما وصف بـ”القفزة التاريخية” في تاريخ السوق، مما يعكس ثقة المستثمرين المتزايدة في الاقتصاد السوري بعد رفع العقوبات والإصلاحات الاقتصادية الأخيرة.
تفاصيل النشاط في سوق دمشق
سوق دمشق للأوراق المالية، التي تُعد منصة رئيسية لتداول الأسهم في سوريا، شهدت زخماً ملحوظاً خلال الشهر الجاري، حيث تصدرت البنوك قائمة القطاعات النشطة. ويعود هذا النشاط إلى عدة عوامل، منها تحسن البيئة الاستثمارية بعد استقرار الأوضاع السياسية، وإطلاق إصلاحات اقتصادية تشمل إعادة ربط القطاع المصرفي السوري بنظام “سويفت” المالي العالمي. وقد ساهم هذا الربط في تسهيل المعاملات المالية الدولية، مما عزز من جاذبية أسهم البنوك.
سهم بنك البركة – سوريا، على وجه الخصوص، شهد إقبالاً كبيراً، حيث سجلت طلبات الشراء 2.23 مليون سهم، وهو رقم قياسي في تاريخ السوق. هذا الطلب يعكس ثقة المستثمرين المحليين والإقليميين في قدرة البنك على تحقيق نمو مستدام، مدعوماً بسياساته الاستثمارية واستراتيجياته لتوسيع الخدمات المصرفية المتوافقة مع الشريعة.
أهمية هذا النشاط
يُعد هذا النشاط المالي مؤشراً إيجابياً على تعافي القطاع المصرفي السوري، الذي عانى لسنوات من العقوبات الاقتصادية ونقص السيولة. ويأتي هذا التطور في سياق جهود الحكومة الانتقالية لتعزيز الخدمات المالية، بما في ذلك توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة الاتصالات وتقانة المعلومات ومصرف سوريا المركزي لتطوير الخدمات المالية الرقمية. كما يتماشى مع خطط المجلس الأعلى للتنمية الاقتصادية لجذب استثمارات أجنبية وإنعاش السوق المحلي.
تأثير على الاقتصاد السوري
إن الزيادة في تداولات سوق دمشق للأوراق المالية، وخاصة في قطاع البنوك، لها تداعيات إيجابية على الاقتصاد السوري، حيث:
- تعزيز الثقة: الإقبال على أسهم البنوك يعكس ثقة المستثمرين في استقرار الاقتصاد، مما يشجع على تدفق رؤوس الأموال.
- دعم السيولة: زيادة التداولات تساهم في تحسين السيولة في السوق، مما يدعم الخدمات المصرفية مثل منح القروض وتسهيل المعاملات التجارية.
- فرص عمل: النمو في القطاع المصرفي يفتح المجال لخلق وظائف جديدة في مجالات الخدمات المالية والتكنولوجيا.
التحديات المستقبلية
على الرغم من هذا الزخم، يواجه القطاع المالي تحديات مثل نقص الأوراق النقدية في بعض المناطق، مما يعيق تطوير الخدمات المصرفية الإلكترونية، إضافة إلى الحاجة إلى تحسين البنية التحتية الرقمية لدعم التداولات عبر الإنترنت. كما أن استمرار التوترات الأمنية في مناطق محدودة قد يؤثر على ثقة المستثمرين الأجانب.
ختاماً
تُمثل القفزة غير المسبوقة في تداولات سوق دمشق للأوراق المالية، بقيادة قطاع البنوك وسهم بنك البركة – سوريا، خطوة مهمة نحو تعافي القطاع المالي السوري. ومع استمرار الإصلاحات الاقتصادية والدعم الحكومي، يتوقع أن يواصل هذا القطاع نموه، مما يعزز من دور الخدمات المالية في دعم الاقتصاد الوطني وتحقيق الاستقرار المالي في سوريا.