مبادرة دولية لدعم عودة اللاجئين السوريين: خطوة نحو إعادة البناء الاجتماعي في 2025

دمشق، يوليو 2025
تشهد سوريا في يوليو 2025 زخماً دولياً متزايداً لدعم عودة اللاجئين السوريين، في إطار جهود عالمية لتعزيز الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي بعد رفع العقوبات الاقتصادية وسقوط نظام بشار الأسد. أطلقت الأمم المتحدة، بالتعاون مع دول الجوار وشركاء دوليين، مبادرة شاملة لتسهيل عودة ملايين اللاجئين إلى سوريا، مع التركيز على توفير الدعم اللوجستي والاقتصادي لإعادة دمجهم في المجتمع. هذه المبادرة، التي تُعد جزءاً من الأخبار العامة ذات الطابع الدولي، تمثل خطوة محورية نحو إعادة بناء النسيج الاجتماعي السوري.
تفاصيل المبادرة الدولية
تتضمن المبادرة، التي أُعلن عنها في يوليو 2025 خلال مؤتمر دولي في جنيف، عدة محاور رئيسية:
- الدعم اللوجستي: توفير ممرات آمنة لعودة اللاجئين من دول الجوار مثل تركيا، لبنان، والأردن، بالتعاون مع منظمة الهجرة الدولية (IOM)، مع ضمان توفير وثائق رسمية ودعم النقل.
- إعادة الإعمار والإسكان: تخصيص تمويل دولي بقيمة 5 مليارات دولار لإعادة تأهيل المناطق السكنية المتضررة، بما في ذلك إصلاح المدارس والمستشفيات لتلبية احتياجات العائدين.
- الدعم الاقتصادي: إطلاق برامج تدريب مهني ومنح مالية صغيرة للاجئين العائدين لتشجيعهم على إنشاء مشاريع صغيرة، بالتعاون مع دول الخليج والبنك الدولي.
وقد أكدت الحكومة السورية الانتقالية، برئاسة أحمد الشرع، التزامها بتسهيل عودة اللاجئين من خلال إصدار مراسيم لتسوية أوضاعهم القانونية وتوفير ضمانات أمنية.
أهمية المبادرة
يُعد دعم عودة اللاجئين السوريين، الذين يُقدر عددهم بحوالي 6 ملايين لاجئ في دول الجوار وأوروبا، ركيزة أساسية لإعادة بناء سوريا، حيث:
- تعزيز النسيج الاجتماعي: عودة اللاجئين تساهم في إعادة توحيد الأسر واستعادة التوازن الديموغرافي في المناطق المتضررة.
- دعم الاقتصاد: العائدون يشكلون قوة عاملة حيوية، مما يساهم في تنشيط القطاعات الاقتصادية مثل البناء، الزراعة، والخدمات.
- تحسين العلاقات الدولية: المبادرة تعزز التعاون مع دول الجوار والمجتمع الدولي، مما يدعم استقرار المنطقة.
سياق التعافي السوري
تتكامل هذه المبادرة مع جهود أخرى للتعافي السوري، مثل إنشاء المجلس الأعلى للتنمية الاقتصادية وتطوير البنية التحتية الرقمية عبر مبادرات مثل خدمات “تركسات” للإنترنت الفضائي. كما تدعمها إصلاحات مالية، بما في ذلك إعادة ربط القطاع المصرفي بنظام “سويفت” وانخفاض معدل التضخم إلى 6.4% في يناير 2025. ومع ذلك، تواجه المبادرة تحديات كبيرة، منها نقص السيولة، ضعف البنية التحتية، والتوترات الأمنية في مناطق مثل السويداء.
التحديات المستقبلية
على الرغم من التفاؤل، تواجه المبادرة عقبات، منها:
- الأمن: استمرار التوترات في بعض المناطق قد يثني اللاجئين عن العودة.
- البنية التحتية: الحاجة إلى إصلاحات واسعة في المناطق المتضررة لتلبية احتياجات العائدين.
- الثقة: مخاوف اللاجئين من عدم الاستقرار السياسي أو تسوية أوضاعهم القانونية تتطلب ضمانات قوية من الحكومة.
ختاماً
تُمثل المبادرة الدولية لدعم عودة اللاجئين السوريين في يوليو 2025 خطوة استراتيجية نحو إعادة بناء النسيج الاجتماعي والاقتصادي في سوريا. من خلال التعاون مع الأمم المتحدة ودول الجوار، تسعى سوريا إلى تحقيق استقرار مستدام وإعادة دمج ملايين العائدين في مجتمعهم. ومع استمرار الدعم الدولي والإصلاحات المحلية، تتجه سوريا نحو مستقبل يعيد لها دورها كمركز اجتماعي واقتصادي في المنطقة.