مستقبل التجارة الإلكترونية في سوريا: قطاع واعد في طور التشكل

بوابة الأعمال السورية – دمشق، 23 حزيران 2025
مع رفع العقوبات الدولية وتحسّن البنية التحتية الرقمية، دخلت التجارة الإلكترونية في سوريا مرحلة نمو غير مسبوق، مدفوعة بالتوسع في خدمات الدفع الإلكتروني وازدياد الاعتماد على الهواتف الذكية. يمثل هذا القطاع فرصة ذهبية لتعزيز الاقتصاد الرقمي، وفتح آفاق جديدة أمام رواد الأعمال السوريين في الداخل والخارج.
🌐 الخلفية: من ضعف الإمكانيات إلى الانفتاح الرقمي
قبل عام 2025، كانت التجارة الإلكترونية شبه معدومة نتيجة:
- ضعف الإنترنت وخدمات الدفع.
- القيود الدولية على التعاملات المالية.
- غياب البيئة التشريعية واللوجستية المناسبة.
ومع إعادة تفعيل نظام SWIFT، وبدء إدخال حلول الدفع الإلكتروني، بدأت الشركات الناشئة بإطلاق منصات محلية تستجيب لحاجة السوق، وتستفيد من الفراغ الرقمي الطويل الذي خلفته الأزمة.
📈 مؤشرات النمو في 2025: أرقام أولية واعدة
شهد عام 2025 تحولات لافتة:
- 📊 نمو عدد مستخدمي التجارة الإلكترونية بنسبة 40% مقارنة بعام 2024.
- 📦 انتشار خدمات التوصيل في دمشق، حلب، واللاذقية، بقيادة منصات مثل “سوق سوريا”.
- 💳 تسهيل عمليات الدفع المحلي والدولي بفضل التكامل مع نظام SWIFT، ما أتاح للشركات الناشئة الوصول إلى خدمات Stripe وPayPal البديلة.
كما ساهم انتشار الهواتف الذكية إلى ما يزيد عن 70% من السكان الحضريين في دعم التوسع، إضافة إلى تزايد ثقة المستهلكين في عمليات الشراء الرقمي، خاصة مع تحسين تجارب المستخدم وظهور خدمات تتبع الطلبات.
⚠️ التحديات: لوجستيات ضعيفة وثقة محدودة
رغم النمو، لا يزال القطاع يواجه مجموعة من التحديات الجوهرية:
- ضعف البنية التحتية اللوجستية:
- غياب شبكات توصيل منظمة خارج المدن الكبرى.
- ارتفاع تكاليف الشحن الداخلي.
- انعدام الثقة بالمدفوعات الإلكترونية:
- خوف من الاحتيال أو عدم استلام المنتجات.
- غياب أنظمة حماية للمستهلك واسترداد الأموال.
- قصور تشريعي:
- عدم وجود قوانين واضحة لتنظيم التجارة الرقمية والضرائب عليها.
- غياب آليات فض النزاعات الرقمية.
🚀 الفرص: قطاع مفتوح أمام الريادة والاستثمار
- إطلاق حواضن أعمال رقمية لتمكين الشباب من تطوير مشاريع تجارة إلكترونية مبتكرة.
- ربط التجارة الإلكترونية بالقطاع الصناعي لدعم تصريف المنتجات السورية إلى الأسواق المحلية والعربية.
- دعم حلول الدفع الإلكتروني المحلية (مثل تحويل الأموال عبر تطبيقات رقمية مرتبطة بالبنوك المحلية).
- الاستفادة من تحويلات المغتربين لتغذية النمو الرقمي من خلال بوابات الدفع الدولية.
تشير التوقعات إلى إمكانية تضاعف حجم سوق التجارة الإلكترونية في سوريا ثلاث مرات خلال السنوات الثلاث القادمة، في حال توفرت بيئة تشريعية وبنية تحتية داعمة.
✅ الرأي والاستنتاجات: التجارة الإلكترونية رافعة الاقتصاد الرقمي السوري
تمثل التجارة الإلكترونية فرصة استراتيجية لتسريع التحول الرقمي في سوريا، وتوفير فرص عمل لآلاف الشباب. ولكن نجاحها يتطلب:
- استثمارات حكومية وشراكات دولية لتحسين خدمات الإنترنت والتوصيل.
- تطوير قوانين تنظيمية لحماية المستهلكين والشركات.
- إطلاق صناديق دعم مخصصة للشركات الناشئة الرقمية.
- تعزيز الثقة العامة من خلال منصات موثوقة وخدمات ما بعد البيع.
مع هذه الإصلاحات، يمكن للتجارة الإلكترونية أن تتحول إلى أحد المحركات الرئيسية للنمو الاقتصادي، وتضع سوريا على طريق الاقتصاد الرقمي المتكامل.