مستقبل القطاع الصناعي في سوريا: التحوّل نحو الصناعات الخضراء بعد رفع العقوبات

بوابة الأعمال السورية – حلب، 10 حزيران 2025
مع دخول سوريا مرحلة ما بعد العقوبات، يبرز القطاع الصناعي كإحدى الركائز الأساسية لإعادة الإعمار والنمو المستدام. وفي ظل الحاجة المتزايدة إلى إنتاج صديق للبيئة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، تبدو الصناعات الخضراء خيارًا استراتيجيًا لمستقبل أكثر استقرارًا وتنوعًا.
🏗️ الخلفية: من الإنتاج التقليدي إلى الحاجة للتحول
قبل عام 2011، ساهم القطاع الصناعي بحوالي 25% من الناتج المحلي الإجمالي، وكانت مدن مثل حلب ودمشق مراكز صناعية رئيسية تضم صناعات النسيج، الأدوية، المواد الغذائية، ومواد البناء.
لكن سنوات الحرب والعقوبات أسفرت عن:
- تدمير نحو 50% من المنشآت الصناعية.
- توقف استيراد الآلات والمعدات والمواد الخام.
- انهيار خطوط التصدير، وغياب التمويل الخارجي.
في عام 2025، شكّل رفع العقوبات وعودة سويفت منعطفًا جديدًا، حيث بدأت الصناعات بالانتعاش من خلال استثمارات محلية وأجنبية، مع اهتمام متزايد بتطوير صناعات ذات بصمة بيئية منخفضة.
📈 التحليل: فرص للنمو والتحول
🌱 فرص الصناعات الخضراء:
- ✅ نمو بنسبة 20% في القطاع الصناعي خلال النصف الأول من 2025، مع افتتاح مصانع في مدن صناعية مثل حسياء وعدرا الصناعية وحلب.
- ☀️ بدء مشاريع لإنتاج الألواح الشمسية، العوازل البيئية، ومواد البناء المُعاد تدويرها.
- 🤝 استثمارات أولية من شركات صينية وألمانية في مشاريع خضراء تجريبية.
- 🔄 الصناعات الخضراء مرشحة للمساهمة بـ 10% من الناتج الصناعي بحلول 2030.
- 👷♂️ التوقعات تشير إلى إمكانية توفير 50,000 فرصة عمل جديدة في هذا القطاع خلال 5 سنوات.
🔁 سويفت والتصدير:
- 🛫 أعادت الشركات السورية تصدير منتجاتها إلى الأسواق الإقليمية (العراق، لبنان، الأردن)، مستفيدة من قنوات تمويل مباشرة وتحويلات سريعة.
⚠️ التحديات: بنيوية وتقنية
رغم التفاؤل، تبقى عدة عوائق قائمة أمام التحول الصناعي:
- 🔌 نقص الطاقة، خاصة في المناطق الصناعية، يُجبر المصانع على الاعتماد على مولدات باهظة الكلفة.
- 👷 نقص الكفاءات الفنية والتقنية في مجالات الطاقة المتجددة وأنظمة الإنتاج منخفض الكربون.
- 🧾 غياب منظومة واضحة للحوافز البيئية، ما يعيق جذب المستثمرين الجادين.
- 🚧 الفساد في توزيع الدعم قد يؤدي إلى استغلال غير منتج للموارد.
- 🏭 منافسة حادة من المنتجات المستوردة منخفضة التكلفة، خاصة من تركيا والصين.
🔮 التوقعات المستقبلية:
- 💹 من المتوقع أن يصل مساهمة القطاع الصناعي إلى 30% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2030 إذا استُثمر بفعالية.
- 🌍 الصناعات الخضراء قد تسهم في خفض انبعاثات الكربون بنسبة 20% ضمن القطاع الصناعي خلال العقد المقبل.
- 🔋 الطاقة الشمسية والريحية يمكن أن تغطي 25% من حاجة المصانع من الطاقة بحلول 2030.
✅ التوصيات والاستنتاجات:
يشكل القطاع الصناعي فرصة نادرة لـ إعادة بناء اقتصاد سوري أكثر كفاءة واستدامة. ولتحقيق ذلك، ينبغي:
- 🏛️ سن قوانين لدعم الصناعات الخضراء، تتضمن إعفاءات ضريبية وتمويل تحفيزي.
- 🏫 تطوير برامج تعليم وتدريب مهني في مجالات التكنولوجيا النظيفة والصيانة الصناعية.
- 🤝 تشجيع الشراكات الدولية مع شركات صناعية تمتلك الخبرة في أنظمة الإنتاج منخفض الكربون.
- 💰 دعم الطاقة البديلة لتقليل الاعتماد على الوقود المستورد.
- 📊 تعزيز الشفافية والمساءلة في توزيع الحوافز والدعم الصناعي.
إن التحوّل نحو صناعة خضراء حديثة لا يخدم فقط الاقتصاد السوري، بل يضعه على مسار الاندماج مع الاقتصاد العالمي والتكيف مع متطلبات الأسواق الدولية المستدامة.