مستقبل قطاع السياحة في سوريا: آفاق واعدة وتحديات قائمة بعد رفع العقوبات

بوابة الأعمال السورية – دمشق، 15 حزيران 2025
مع رفع العقوبات الدولية وإعادة تفعيل نظام SWIFT، يعود قطاع السياحة السوري إلى دائرة الضوء كأحد أبرز القطاعات التي يمكن أن تساهم في إنعاش الاقتصاد الوطني. بفضل مخزون هائل من المواقع الأثرية والطبيعة المتنوعة، تمتلك سوريا فرصًا استثنائية لإعادة بناء قطاعها السياحي بما يحقق نموًا اقتصاديًا شاملاً وفرص عمل واسعة.
🏺 الخلفية: من الريادة الإقليمية إلى الانهيار الكامل
قبل عام 2011، استقبلت سوريا أكثر من 8 ملايين سائح سنويًا، ما جعلها إحدى أهم الوجهات السياحية في الشرق الأوسط. جذبت مدن مثل دمشق، حلب، تدمر، والبصرة الأثرية ملايين الزوار، وساهم القطاع بنسبة مهمة في الناتج المحلي.
لكن الحرب والعقوبات أدت إلى:
- تدمير عدد كبير من المواقع السياحية والبنية التحتية.
- توقف تام للسياحة الدولية.
- خروج شركات السفر والفنادق من السوق.
في 2025، وبفضل رفع العقوبات، بدأت مبادرات حكومية وخاصة لإعادة تأهيل المواقع التاريخية والفنادق، وتحسين البنية التحتية الأساسية.
📈 التحليل: فرص مبدئية وإشارات انتعاش
✨ الفرص المتاحة:
- 📊 نمو أولي بنسبة 15% في أعداد السياح في النصف الأول من 2025، معظمهم من دول الجوار (لبنان، العراق، الأردن).
- 🕌 انتعاش متوقع في السياحة الدينية داخل دمشق وريفها.
- 🏞️ السياحة البيئية في الساحل وغابات اللاذقية تفتح آفاقًا جديدة لجذب السياح الباحثين عن تجارب مستدامة.
- 💳 عودة SWIFT ساعدت في تسهيل الحجوزات والمدفوعات الإلكترونية، ما عزز ثقة السياح الدوليين.
- 🤝 بدء محادثات شراكة مع شركات سياحة في الإمارات وتركيا لتسويق الوجهة السورية.
🔍 التحديات الحالية:
- 🏚️ تدمير واسع للبنية التحتية السياحية، خاصة في تدمر وأجزاء من حلب.
- 🚧 ضعف في الخدمات اللوجستية والنقل (مطارات، طرق، وسائل مواصلات داخلية).
- ❌ نقص الأمن في بعض المناطق، مما يحد من قدرة الدولة على التسويق السياحي الشامل.
- 👥 نقص الكوادر المؤهلة في مجالات الإرشاد السياحي، الفنادق، وخدمة الزبائن.
- 📜 غياب برامج تنظيمية واضحة تدعم الشركات السياحية الناشئة وتوفر بيئة عمل آمنة للمستثمرين.
🔮 التوقعات: إمكانات كامنة وفرص للنمو السريع
- 💰 من المتوقع أن يساهم قطاع السياحة بنسبة 5% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2030.
- 👷♂️ خلق ما يقارب 100,000 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة خلال السنوات الخمس المقبلة.
- 🏗️ القطاع بحاجة إلى استثمارات تقارب 2 مليار دولار لإعادة تأهيل المواقع والبنية التحتية.
- 📢 حملات الترويج السياحي الرقمية قد تساهم في تغيير الصورة النمطية لسوريا واستقطاب المهتمين بالسياحة الثقافية والتاريخية.
✅ التوصيات والاستنتاجات
يمثل قطاع السياحة فرصة استراتيجية فريدة لدعم النمو الاقتصادي في سوريا، شريطة تجاوز العقبات التالية:
- استثمار حكومي مباشر في إعادة التأهيل (فنادق، متاحف، مطارات).
- إطلاق برامج تدريب للكوادر السياحية بالتعاون مع جامعات وكليات متخصصة.
- تعزيز الأمن في المناطق السياحية وضمان حرية حركة السياح.
- تقديم حوافز استثمارية للشركات السياحية الأجنبية (مثل الإعفاءات الضريبية).
- إطلاق حملة تسويقية دولية بالتعاون مع شركات عالمية لعرض الوجه التاريخي والثقافي لسوريا.
إن مستقبل السياحة في سوريا واعد، ويملك المقومات التي تؤهله ليكون أحد أعمدة الاقتصاد السوري في مرحلة ما بعد التحرير، إذا ما تم الاستثمار في الاستقرار، الاحتراف، والبنية التحتية.