مبادرة دولية لدعم التعليم في سوريا: إحياء المستقبل التعليمي في 2025

دمشق، يوليو 2025
أطلقت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، بالتعاون مع الحكومة السورية الانتقالية ودول الجوار، مبادرة دولية طموحة لدعم قطاع التعليم في سوريا، بهدف إعادة تأهيل المدارس وتوفير فرص تعليمية لملايين الأطفال الذين تأثروا بالحرب. هذه المبادرة، التي تُعد جزءاً من الأخبار العامة ذات الطابع الدولي، تمثل خطوة حاسمة نحو إحياء النظام التعليمي وتمكين الجيل الجديد في سوريا.
تفاصيل المبادرة
تتضمن المبادرة، التي أُعلن عنها خلال مؤتمر عقد في إسطنبول في يوليو 2025، عدة محاور رئيسية:
- إعادة تأهيل المدارس: تخصيص تمويل بقيمة 2 مليار دولار من دول مثل قطر، تركيا، والاتحاد الأوروبي لترميم أكثر من 5,000 مدرسة تضررت خلال الحرب، مع التركيز على توفير بيئات تعليمية آمنة ومجهزة.
- التعليم الرقمي: التعاون مع شركة “تركسات” التركية لتوفير خدمات إنترنت فضائي في المناطق النائية، مما يتيح التعليم عن بُعد وتدريب المعلمين عبر منصات رقمية.
- برامج التدريب والمنح: إطلاق برامج تدريب للمعلمين ومنح دراسية للطلاب السوريين، بالشراكة مع منظمات دولية، لتعزيز جودة التعليم وسد الفجوة التعليمية التي أصابت ملايين الأطفال.
أكدت الحكومة السورية، ممثلة بوزارة التربية، التزامها بدعم هذه المبادرة من خلال تحديث المناهج الدراسية وتسوية أوضاع الطلاب العائدين من اللجوء.
أهمية المبادرة
يُعد التعليم ركيزة أساسية لإعادة بناء المجتمع السوري، حيث أدت الحرب إلى حرمان أكثر من 2.5 مليون طفل من التعليم، وتدمير حوالي 30% من المدارس. وتشمل الفوائد المتوقعة:
- تمكين الجيل الجديد: توفير التعليم يعزز فرص الشباب في سوق العمل، مما يساهم في تقليل البطالة والفقر.
- دعم الاستقرار الاجتماعي: التعليم يقلل من مخاطر التطرف ويعزز التماسك الاجتماعي من خلال إعادة دمج الأطفال في بيئات تعليمية منظمة.
- تعزيز التعاون الدولي: المبادرة تعكس التزام المجتمع الدولي بدعم سوريا، مما يعزز العلاقات مع دول الجوار والشركاء الدوليين.
سياق التعافي السوري
تتكامل هذه المبادرة مع جهود أخرى للتعافي، مثل إنشاء المجلس الأعلى للتنمية الاقتصادية وإعادة ربط القطاع المصرفي بنظام “سويفت” في يونيو 2025. كما تدعمها تحسينات في البنية التحتية الرقمية، مثل خدمات الإنترنت الفضائي، وانخفاض معدل التضخم إلى 6.4% في يناير 2025، مما يوفر بيئة مواتية لتنفيذ المشاريع التعليمية. ومع ذلك، تواجه المبادرة تحديات مثل نقص التمويل المستدام، ضعف البنية التحتية للطاقة، والتوترات الأمنية في مناطق محدودة.
التحديات المستقبلية
على الرغم من التفاؤل، تواجه المبادرة عقبات، منها:
- نقص الموارد: محدودية التمويل الحكومي، مع موازنة لا تتجاوز 2.5 مليار دولار، تتطلب دعماً دولياً مستمراً.
- البنية التحتية: انقطاعات الكهرباء وضعف الإنترنت في بعض المناطق يعيقان التعليم الرقمي.
- عودة اللاجئين: الحاجة إلى دمج الطلاب العائدين يتطلب برامج تأهيل مكثفة لسد الفجوات التعليمية.
ختاماً
تُمثل المبادرة الدولية لدعم التعليم في سوريا، التي أطلقتها اليونسكو في يوليو 2025، خطوة استراتيجية نحو إحياء النظام التعليمي وتمكين الجيل الجديد. من خلال إعادة تأهيل المدارس وتطوير التعليم الرقمي، تسعى سوريا إلى استعادة دورها كمركز ثقافي وتعليمي في المنطقة. ومع استمرار الدعم الدولي والإصلاحات المحلية، تتجه هذه المبادرة نحو تحقيق تأثير مستدام في بناء مستقبل أفضل للأطفال السوريين.